فقال له: كيف آخذك إلى الحج والوقفة غداً؟ قال: إنك من أهل الكرامات، وقد خبّروني أنك تستطيع أن توصلني إلى مكة. فقال له: يا أخي، إن الذي خبّرك قد سخر منك. أنا لا أستطيع أن أوصل نفسي الآن إلى مكة، فضلاً عن أوصلك. فقال: بل تستطيع، أنت من أهل الكرامات، قد خبّروني بذلك.
ولازمه لا يفارقه، فقال له: هل تكتم كل ما أصنعه معك ولا تخبر به أحداً؟ قال: نعم. قال: وتقسم على ذلك؟ فأقسم له، وزاد على القسم طلاق امرأته ثلاثاً إذا خبّر أحداً. قال له: امشِ معي.
فأخذه إلى مسجد التكية السليمانية في الشام، وفيها بركة ماء مربَّعة طول كل ضلع من أضلاعها عشرة أذرع، ولكن عمقها قليل. وكان المسجد خالياً في تلك الساعة من النهار، فقال له: قف على حافة البركة، فوقف. قال: أغمض عينيك. فأغمض عينيه، فدفعه الشيخ إلى البركة وهرب! فصاح وتخبط، فاجتمع نفر من المارة سمعوه فأخرجوه والماء يقطر منه. قالوا: كيف سقطت؟ من رماك؟ قال: لا أستطيع أن أقول!
* * *
عندي من أمثال هذه الأخبار الكثير، ولكن الوقت انتهى، ولعلي أعود إلى مثلها في وقت آخر. والسلام عليكم ورحمة الله.