مارست التعليم ستاً وعشرين سنة، علّمت خلالها في المدارس الأوّلية القروية في سَقْبا وزاكية، والمدارس الابتدائية في دمشق: الملك الظاهر وخالد وطارق، والمدارس الأهلية: الأمينية والكاملية والجوهرية، والمدارس الثانوية في دمشق ودير الزور وبغداد والبصرة وكركوك والقاهرة، والكلّيات الشرعية في دمشق وبيروت وبغداد، ودار المعلمين العالية في بغداد، ودرّست أطفالاً وشبّاناً وبنين وبنات، ولا أزال إلى اليوم أمارس التدريس مع القضاء في ثانويتين للبنين وللبنات. فاجتمع لي -من ذلك- من التجارب في التعليم ما لا أظنه اجتمع لكثيرين من المدرسين؛ أعان على ذلك طولُ المدة وتعدُّدُ البلاد، وأنه مرّ عليّ ألوفٌ وألوفٌ من التلاميذ، وتحصّل لي من ذلك آراء سأحاول أن ألخّص شيئاً منها لهذه المجلة (١).
وما أنشره اليوم اقتراح أنا أعلم أن دون الأخذ به عقبات، وأنه دعوة لقلب أوضاع المدارس وإبدال طرائق التعليم، ولكن
(١) مجلة «المعلّم العربي» التي نُشرت هذه المقالة فيها (مجاهد).