أنا أحب أن تكون أحاديثي للناس كلهم، أو لأكثرهم إذا كان من المتعذّر أن تكون لهم كلهم، ولكني أضطر أحياناً أن أجعل الحديث للمتعلّمين وحدهم، فمعذرة إليكم.
موضوع اليوم عن كتاب، كتاب مشهور جداً ومفيد جداً، ولكن الناس رفعوه فوق منزلته ووثقوا به أكثر مما ينبغي أن يوثَق به، وصار كثير من كبار الأدباء والباحثين ينقل منه الأخبار التاريخية ويعزوها إليه، كأن العَزْو إليه يُسقط عن الباحث تَبِعة التحقيق. بل لقد وجدنا من هؤلاء الباحثين الكبار من ينقل منه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه ينقل من صحيح البخاري! مع أن هذا الكتاب ما كان قط كتاب حديث، ولا كتاب تاريخ، ولا يوثَق بأخباره ولا يعتمَد عليها.
هو كتاب «الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني.
وأنا ليس من منهجي في هذه الأحاديث الكلام على الكتب، ولكن كتاباً له مثل شهرة «الأغاني»، وينقل عنه أكبر أدباء العرب