الأخوّة التي أكنّوها لنا، وتركنا (أو ترك ناسٌ منّا) رابطة الإسلام التي نكسب بها هؤلاء الإخوان الذين يزيدون عن ثلاثمئة وستين مليوناً لرابطة قومية لم نكسب بها إلى اليوم (ويظهر أننا لن نكسب بها من بعدُ) أحداً.
وفي أندونيسيا وفي سلطنة جوهور في الملايو، وفي كل مكان فيه مسلمون، مدارسُ للعربية مملوءة بالطلاب. ولو أنّا عرفنا لغتنا ونشطنا لخدمتها وذهبنا نعلّمها هؤلاء الطلاب الذين يريدونها، لصار العالم الإسلامي كله ينطق العربية في مئة سنة فقط، كما صار ينطقها كله في القرن الثالث الهجري.
ولكن العربية -مع الأسف- لغة أضاعها أهلوها وأهملوها، فذلَّتْ وقَلَّتْ وهي خير اللغات، وعَزّت وكَثُرَت لغة لا تصلح خادماً لها حين سَمَت بها هِمَم أبنائها.