والصفة وفي ذكر طرق التعليم. والمبحث الثاني في أوقات الإرسال وكيفية الصيد واختلاف حال الطيور. والمبحث الثالث في علامات الصحة والمرض وطبّ الجوارح.
وقد كان هذا العلم مزدهراً معروفاً أيام عز العرب وازدهار مدنيّتهم، ثم ضاع فيما ضاع من تراث الأجداد، وفُقدت كتبه كلها ونسيه الناس، فلم يكد يذكره أحد ممن ألّف في تاريخ الثقافة الإسلامية، ولم يبقَ بين أيدينا من المراجع في هذا العلم إلا هذا الفصل الذي كتبه الشيخ داود الأنطاكي في كتابه «تذكرة أولي الألباب»(١) وكلمة في «كشف الظنون» لحاجي خليفة لا تعدو الثلاثة الأسطر.
على أن للمتقدمين كتباً كثيرة في هذا العلم، عدّ ابن النديم في «الفهرست» عدداً منها، ككتاب «الجوارح» لمحمد بن عمر البازيار، وكتاب «البزاة واللعب بها» لأبي دُلَف العِجْلي، وسمّاه ابن خلّكان «كتاب البُزاة والصيد». ومن الكتب المؤلَّفة في هذا العلم كتاب «القانون الواضح»، ذكره في كشف الظنون ووصفه بأنه كافٍ في هذا العلم ولم يُسَمِّ مؤلفه. وذكر الشاعر الكبير الأستاذ الشيخ رضا الشَّبيبي، وزير المعارف العراقية اليوم، في مجلة «المقتبس» أن في الخزانة التيمورية كتاباً اسمه «القانون في البيزرة»، ولعله هو.
وفي الأدب العربي أدب للصيد قائم برأسه يُسمّى
(١) كان داود طبيباً ماهراً، لم يكن في زمانه أعلم منه بالطب، وله تصانيف كثيرة أهمها «التذكرة»، والغريب أنه كان ضريراً.