لما توجّه علي بن أبي طالب إلى صِفّين افتقد درعاً له، فلما انقضت الحرب ورجع إلى الكوفة أصاب الدرع في يد يهودي، فقال لليهودي: الدرع درعي لم أبِعْ ولم أَهَبْ.
فقال اليهودي: درعي وفي يدي.
فقال: نصير إلى القاضي.
فتقدم عليّ فجلس إلى جنب شُريح وقال: لولا أن خصمي يهودي لاستويت معه في المجلس، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«أَصْغروهم من حيث أصغَرَهم الله».
فقال شريح: قل يا أمير المؤمنين. فقال: نعم، هذه الدرع التي في يد هذا اليهودي درعي، لم أبِعْ ولم أهَبْ.
فقال شريح: إيش تقول يا يهودي؟
قال: درعي وفي يدي.
فقال شريح: ألك بيّنة يا أمير المؤمنين؟
قال: نعم، قَنْبَر والحسن يشهدان أن الدرع درعي، ما عندي غيرهما.
فقال شريح: شهادة الابن لا تجوز للأب. حكمت لليهودي.