كتاب إحكام النظر في أحكام النظر بحاسة البصر

الباب الثاني فيما يجوز إبداؤه للناظرين من الجسد، وما يمنع فيحرم أو يكره - فصل - ص: 303

فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال بعض أصحابه: أحسبها امرأته، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أحسبها غيرة، إن الله تبارك وتعالى كتب الغيرة على النساء، والجهاد على الرجال، فمَن صبر (منهن) (١) كان لها أجر شهيد".

وهو حديث يرويه (البزار) (٢)، قال: نا يوسف بن موسى ومحمد بن عمارة بن صبيح، قالا: حدثنا عبيد (بن الصباح) (٣) الكوفي، قال: نا كامل بن العلاء، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، فذكره.

وقال: وعبيد بن الصباح ليس به بأس، وكامل بن العلاء (٤) مشهور من أهل الكوفة، روى عنه جماعة من الكوفيين، واحتملوا حديثه، على أنه لم يشاركه في هذا الحديث غيره. انتهى كلام البزار.

---

(١) في الأصل: "منهم"، والصواب: "منهن" كما في "الكامل".
(٢) وذكره أيضًا ابن عدي في باب كلامل بن العلاء ولفظه: قال: حدثنا ابن مكرم، ثنا ابن وَارَة، ثنا عبيد بن الصباح، ثنا كامل بن علاء، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبيد الله، قال: بينما نحن عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبلت امرأة عريانة، فقام إليها رجل فاعتنقها فواراها، وتغير وجه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال الرجل: يا رسول الله! إني زوجها، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله كتبَ الغيرة على النساء، والجهاد على الرجال، فمَن صبر منهن احتسابًا كان لها أجر شهيد". انظر: الكامل: ٦/ ٢١٠٢.
وأورده صاحب "لسان الميزان" مختصرًا في باب عبيد بن الصباح، وذكر أن من مناكيره ما رواه عن كامل، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله - رضي الله عنه - مرفوعًا: "أن الله كتب الغيرة على النساء، فمن صبرت احتسابًا كان لها مثل أجر شهيد"، وقال: "أورده له العقيلي في الضعفاء، ونسبه كوفيًّا، وقال: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به، وقد جاء في الغيرة بإسناد أصلح من هذا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: وكان راويًا لكامل أبي العلاء، روى عنه أهل بلده. انظر: اللسان: ٤/ ١١٩ ".
(٣) في الأصل: "بن الطباخ"، والصواب: "بن الصباح" كما في "الكامل" و"اللسان" وغيرهما.
(٤) هو أبو العلاء التميمي الكوفي: روى عن: أبي صالح، وحبيب بن أبي ثابت، ومنصور وغيرهم، وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن سعد: ليس بذاك، وقال صاحب "الكامل": أرجو أن لا بأس به. انظر: الكامل: ٦/ ٢١٠٠، المغني: ٢/ ٥٢٩.