للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على معتادها من زيارة الرجال إياها، والفارق الموجب للإفتراق: أنها عجوز، وفاطمة شابة، هذا هو الأظهر فيه، ويحتمل أن يكون قد علم من أم شريك التحفظ، ومن فاطمة التساهل في التفضل، ولم يبح لواحدة منهن التبرج بالزينة.

وكذلك أيضاً: غَزوُ أُمّ عطية (١) مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات، تداوي الجرحى وتقوم على المرضى.

وكذلك غزو أم سليم (٢)، وحضورها القتال بخنجرها لمزيد قوامتها.


(١) في "صحيح مسلم": من حديث عبد الرحيم بن سليمان، عن هشام، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية الأنصارية، قالت: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات أخلفهم في رحالهم، فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى: ١٢/ ١٩٤
(صحيح مسلم بشرح النووي).
(٢) روى مسلم في "صحيحه" من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجراً فكان معها، فرآه أبو طلحة فقال: يا رسول الله! هذه أم سليم معها خنجر، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا الخنجر؟ " قالت: اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك، قالت: يا رسول الله! اقتل مَن بعدنا من الطلقاء انهزموا بك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن": ١٢/ ١٨٧ - ١٨٨) صحيح مسلم بشرح النووي)، غزوة النساء مع الرجال.
وفي "صحيح البخاري": من حديث عبد العزيز، عن أنس - رضي الله عنه - قال: لما كان يوم أُحد انهزم الناس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما لَمُشَمِّرَتان، أرى خدم سوقهن تنقزان القرب -وقال غيره: تنقلان القرب- على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم، كتاب الجهاد، باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال: ٦/ ٧٨؛ وكذا رواه مسلم في كتاب الجهاد، باب غزوة النساء مع الرجال: ٦/ ١٨٩؛ والترمدي في كتاب السير، باب ما جاء في خروج النساء في الحرب: ٤/ ١٣٩ بلفظ: عن أنس قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغزو بأم سليم ونسوة معها من الأنصار يسقين الماء ويداوين الجرحى"؛ وبلفظه رواه أبو داود في كتاب الجهاد، باب في النساء يغزون: ٣/ ٣٧٩ (مختصر سنن أبي داود).

<<  <   >  >>