وقال في الكبير: كتب الحافظ ابن حجر على هامش الفردوس بخطّه يُنظر في هذا الإسناد اهـ. وأقول: فيه دَرَّاج أبو السمح نقل الذهبى عن أبي حاتم تضعيفه، وقال أحمد: أحاديثه مناكير.
قلت: لو سكت الشارح عن الخوض في هذا لكان خيرًا له، فدراج أبو السمح يعلم أمره صغار المبتدئين في طلب الحديث، فكيف لا يعرفه الحافظ ويحيل على النظر في الإسناد من أجله؟! وأبو السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدرى نسخة معروفة وكثير من الحفاظ يحسّنها، والحافظ لم يقل ما قال من أجل دراج، ولكن الإسناد يفيد الانقطاع، لأن الديلمى قال [١/ ٣٠١، رقم ٩٤١]:
أخبرنا عبدوس عن أبي القاسم على بن إبراهيم عن محمد بن يحيى عن أحمد ابن عبد الرحمن عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن عبد الرحمن بن حجيرة عن أبي هريرة به.
وأحمد بن عبد الرحمن ابن أخى ابن وهب مات سنة (٢٦٢) والديلمى مات سنة (٥٥٨) فبينه وبين أحمد بن وهب نحو ثلاثمائة سنة، ولا يمكن أن يكون الواسطة بينه وبينه ثلاثة فقط، لأن التاريخ المذكور يأبى ذلك العلو ولا يقع فيه إلّا نادرًا بل أندر من النادر، فلذلك قال الحافظ: ينظر هذا الإسناد ويحقق هل هؤلاء عمروا حتى صار السند عاليا جدا أو حصل فيه انقطاع؟ فهذا مراد الحافظ لا ما ذكره الشارح.
ثم إن الحكيم الترمذى رواه مختصرًا فقال في الأصل الخامس والخمسين ومائة (١):