فيه شيء كان، ولو كانت لي دعوةٌ مستجابةٌ جعلتها في الإمام -وزادني غيره-: فإنَّ صلاحَه صلاحُ العباد والبلاد، وفسادَه فسادُ العباد والبلاد (١).
وبه إلي أبي نعيم، ثنا سليمانُ بنُ أحمدَ، ثنا أحمدُ بنُ محمّدِ بنِ صَدَقَةَ، ثنا العباسُ بنُ طالبٍ، ثنا خلفُ بنُ تميمٍ، ثنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ أبي المهاجرِ، عن أبيه، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عباسٍ: إنّ مَلِكًا من الملوك خرجَ يسيرُ في مملكته، وهو مستخفٍ من الناس، حتى نزل علي رجلٍ له بقرة، فراحت عليه تلك البقرةُ، فحُلبت، فإذا حِلابُها مقدارُ ثلاثين بقرةً، فحدث الملكُ نفسَه أن يأخذَها، فلما كان الغد، غدت البقرةُ إلي مرعاها، ثم راحت فحلبت، فنقص لبنُها علي النصف، وجاء مقدارُ حِلابِ خمسَ عشرةَ بقرةً، فدعا الملك صاحبَ منزله، فقال: أخبرني عن بقرتك، رعتِ اليوم في غير مرعاها بالأمس؟ قال: لا، قال: فشربت في غير مشربها بالأمس؟
قال: لا. قال: فما بالُ لييها نقص علي النصف؟! قال: أرى أنّ الملك هَمَّ بأخذِها، فنقصَ لبنُها، فإن الملك إذا ظلَم، أو هَمَّ بظلمٍ، ذهبت البركةُ، قال الملك: أنّى عرفتَ ذلك؟!
قال: هو ذلك كما قلتُ لك.
قال: فعاهدَ الله -عَزَّ وجَلَّ- الملكُ في نفسه أن لا يأخذَها، ولا يملكَها، ولا تكون له في ملكه أبدًا. قال: فعادت، فرعَتْ، ثم