للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: فخلع أبو جعفرٍ خاتمه، وقال: دونَك مما ورائي يا أبا عثمان، فادعُ لي أصحابك أَستعملُهم، فوالله! إني لآمر عمّالي بالعدل، وأَكتبُ ذلك في عهودهم.

قال: كلا، ادعُ أصحابي لعدلٍ تُظهره، واطردْ هؤلاء الشياطينَ عن بابك؛ لأنّ أهل الدين لن يأتوك وهؤلاء ببابك؛ لأنّهم إن عملوا بما يُرضيك، أسخطوا خالقَهم، وإن عملوا بما يرضي خالقَهم، أسخطوك، فأرشوك.

ولكنِ استعملْ على العمل الواحد في يوم مئةً، كلَّما رَابَكَ واحدٌ، فاعزله وولِّ غيره، فوالله! لو علم هؤلاء أنّك لا ترضى منهم إلا بالعدل، ولا تُقَرِّبهم إلا عليه، لقد تقرب إليك به مَنْ لا نيّة له فيه ولا حسنةَ. ثمّ قام فخرج (١).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا أبو يعلي الحسينُ بنُ محمّدٍ الزبيريُّ، ثنا عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ مسلمٍ، ثنا عصامُ بنُ روادٍ، ثنا أبي، ثنا ابنُ أبي عبلةَ، عن ابنِ محيريزٍ، قال: من جلس علي وسادةِ الأمير، فقد وجبت عليه النصيحةُ لله ورسوله ولجماعة المسلمين (٢).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ عثمانَ الواسطيُّ، ثنا عمرُ بنُ عبيدِ الله الواسطيُّ، ثنا خالي إسحاقُ بنُ عمارٍ، قال: سمعتُ أبي يقول: سمعتُ الفُضيلَ بنَ عياضٍ يقول: ابنُ آدمَ وعاءٌ، فمَنْ جُعل


(١) "فضيلة العادلين" (ص: ١٦٦ - ١٧٠).
(٢) "فضيلة العادلين" (ص: ١٧٠).

<<  <   >  >>