يكتب: إلي العاص بن العاص، أمّا بعد: فإن فلانًا التجيبي ذكر أنك نفقته، وقد أمرته إن أقام عليك شاهدين أن يضربك أربعين مرة، فقال: أنشد الله رجلًا سمع عَمرًا نفقني إلا قام، فشهد، فقام عامة أهل المسجد فقال له حشمه: أتريد أن تضرب الأمير؟ قال: وعرض عليه الأرش؟ فقال: لو ملئت لي هذه الكنيسة ما قبلت. فقال له حشمه: أتريد أن تضربه؟ فقال التجيبي: ما أرى لعمر ها هنا طاعة، فلما ولي قال عمرو: ردوه، وعلم أنه يعزله ويقيده منه، فأمكنه من السوط وجلس بين يديه، فقال لعمرو: أتقدر أن تمتنع مني بسلطانك؟ قال: لا، فامض لما أمرت به، قال: فإني أدعك لله، فعفى (١).
وقد وقع في إمامته أن بعض من يدعي أنه أعدل من عمر بن الخطاب بكفره وفجوره أن بعض أعوانهم ممن يقال: إنه يعدل، قتل رجلًا مَن طلبة العلم الأجواد الأخيار، فادَّعى والده، فقيل: اعرف لولدك قاتلًا. فقال: فلان. فقال له هذا المدعي في جملة المدعين: ذلك تريد، لن نقتل مملوك ملك الأمراء بولدك هذا، والله لو قتل منكم مئة فقيه ما قتلناه بهم، فكن عاقلًا. فانظر بعينيك إلي هذا الكفر والفجور، ومع ذلك يزعمون أنهم مثلُ عمر، أو أعدلُ منه.
وبه إلي ابن الجوزي، أنا محمد بنُ أبي منصورٍ، ثنا محمّدُ بنُ أبي نصرٍ، ثنا محمّدُ بنُ سلامةَ، ومنصورُ بنُ النعمانِ، ويحيى بنُ فرحٍ، قالوا: ثنا أبو محمد بنُ أحمد، أنا أبو بكرِ بنُ دريد، ثنا عسلُ بنُ