للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لعَلَّ أَمِيرَ الْمُومِنِينَ يَسُوءُهُ ... تنَادُمُنَا فِي الْجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ

وايم الله! ليسوءُني، وعزلَه. فلما قدمَ علي عمر، قال: والله! ما شربتُها قَطُّ، وما ذاك الشعرُ إلا شيءٌ طفح علي لساني، فقال عمر: أظنُّ ذاك، ولكنْ لا تعملُ لي علي عمل أبدًا (١).

وبه إلي ابن الجوزي، أنا محمّدُ بنُ عبدِ الملك، أنا أحمدُ بنُ عليٍّ، أنا أبو عبدِ الله محمّدُ بنُ عبدِ الواحدِ، أنا محمّدُ بنُ العباسِ، ثنا أحمدُ بنُ محمّدٍ، ثنا محمّدُ بنُ القاسمِ، عن عبّادِ بنِ الوليدِ، قال: سمعتُ محمّدَ بنَ عبدِ الغفارِ، قال: استعمل عمرُ بن الخطاب رجلًا من قريش علي عمل، فبلغه أنه قال:

اسْقِنِي شَرْبَةً ألذُّ عَلَيْهَا ... وَاسقِ بِاللهِ مِثْلَهَا ابْنَ هِشَامِ

فأشخصَ عليه يطلبه، وذكر أنه إنما أشخص من أجل البيت، ثم أشخص بآخر، فلما قدم عليه، قال: ألستَ القائل:

اسْقِنِي شَرْبَةً ألذُّ عَلَيْهَا ... وَاسْقِ بِاللهِ مِثْلَهَا ابْنَ هِشَامِ

قال: نعم يا أمير المؤمنين، ولكن قلتُ بعده، وما بلغك:


(١) رواه ابن الجوزي في "مناقب عمر" (ص: ١١٦).

<<  <   >  >>