للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَسَلًا بَارِدًا بِمَاءِ سَحَابٍ ... إِنَّنِي لَا أُحِبُّ شُرْبَ المُدَامِ

قال: اللهِ؟ قال: آللهِ، يعني: أنه قال ذلك حين قاله، فلما حلف له أنه قاله كذلك، قال: ارجعْ إلي عملك (١).

وبه إلي ابنِ الجوزيِّ، أنا محمّدُ بنُ أبي طاهرٍ، أنا أبو محمّدٍ الجوهريُّ، أنا ابنُ حيويه، ثنا أبو الحسنِ بنُ معروفٍ، ثنا الحسينُ بنُ الفهمِ، ثنا محمّدُبنُ سعدٍ، أنا محمّدُ بنُ عمرَ، حدثني عاصمُ بنُ عبدِ اللهِ الجهنيُّ، عن عمرانَ بنِ سويدٍ، عن ابنِ المسيَّبِ، عن عمرَ، قال: أَيُّما عاملٍ لي ظلمَ أحدًا، فبلغَتْني مظلَمَتُه، فلم أُغَيِّرْها، فأنا ظلمتُه (٢).

فانظر إلي هذا الكلام، وكل نجس من هؤلاء الظَّلَمة يتخذ أعوانًا يدعمهم في مئة يظلمون له الليلَ والنهارَ، ويقول: أنا لا أظلم، ويقول: هؤلاء يظلمون! يظن بجهله أنه إذا لم يباشرْ، وباشره غيرُه: أنه لا يعاقَب عليه، وما يعلم أن فعلهم كلَّه بمنزلة فعله، وظلمَهم بمنزلة ظلمِه.

وبه إلي ابنِ الجوزيِّ، أنا أبو غالبٍ الماورديُّ، وأبو سعدٍ البغدادي، قالا: أنا المطهرُ، أنا أبو جعفرِ بنُ المرزبانِ، أنا محمّدُ بنُ إبراهيم، ثنا لُوَيْنٌ، ثنا شريكٌ، عن عياضٍ الأشعريِّ: قال: قدم على


(١) رواه ابن الجوزي في "مناقب عمر" (ص: ١١٦).
(٢) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ٣٠٥).

<<  <   >  >>