للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمر فتحٌ من الشام، فقال لأبي موسى: ادعُ كاتبك يقرؤه علي الناس في المسجد، قال أبو موسى: إنه نصراني لا يدخل المسجد، قال عمر: ولِمَ استكتبت نصرانيًا؟ (١).

وبه إلي شريك، عن أبي هلال، عن أشق، قال: كنت عبدًا نصرانيًا لعمر، فقال: أسلِمْ حتى نستعينَ بك علي بعض أمورِ المسلمين؛ لأنه لا ينبغي لنا أن نستعين علي أمورهم مَنْ ليس منهم.

وبه إلي ابنِ الجوزيِّ، أنا محمّدُ بنُ ناصرٍ، أنا محمّدُ بنُ علىٍّ، ثنا عليُّ بنُ الحسن، أنا الحسينُ بنُ أحمدَ، أنا أبو يعلي الموصِلِّيُّ، ثنا غسانُ بنُ الربيعِ، عن حمادِبنِ سلمةَ، عن عطاءِ بنِ السائبِ، عن مُحاربِ بن دِثارٍ، عن عمرَ بنِ الخطاب: أنه قال لرجل قاضٍ: من أنت؟ قال: أنا قاضي دمشق، قال: كيف تقضي؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإذا جاءك ما ليس في كتاب الله؟ قال: أقضي بسنةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فإذا جاءك ما ليس في سنة رسول الله؟ قال: أجتهد رأي، وأؤامر جلسائي، قال عمر: أحسنتَ. وقال: إذا جلست فقل: اللهمَّ إني أسألك أن أفتي بعلم، وأقضي بحكم، وأسألك العدلَ في الغضب والرضا. قال: فسار الرجل ما شاء الله أن يسير، ثم رجع إلي عمر، فقال: ما أرجعك؟ قال: رأيت القمر والشمس يقتتلان، ومع كل واحد منهما جنود من الكواكب، فقال: مع أيهما كنت؟ قال: كنت مع القمر، فقال: يقول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ


(١) رواه ابن الجوزي في "مناقب عمر" (ص: ١١٦).

<<  <   >  >>