قال [أبو] يونس: قال أبو الحارثِ عمرُ بنُ إبراهيمَ: ثنا عبدُ الله بنُ يحيى، عن أبيه، قال: دخل أبو حازم على سليمان بن عبد الملك بالشام في نفر من العلماء، فقال سليمان: يا أبا حازم! ألك مال؟ قال: نعم، لي مالان، قال: ما هما بارك الله لك فيهما؟ قال: الرضا بما قسم الله لي، واليأسُ مما في أيدي الناس.
قال سليمان: يا أبا حازم! ارفعْ إليَّ حاجتك. قال: هيهات، رفعتُها إلي من لا تختزل الحوائجُ دونه، فما أعطاني شكرتُ، وما منعني صبرتُ، مع أني رأيت الأشياء شيئين: فشيء لي، وشيء لغيري، فما كان لي، فلو جهد الخلق أن يردُّوه عني، ما قدروا، وما كان لغيري، فما نافست فيه أهله فيما مضى، فكيف فيما بقي؟ كما مُنِعَ غيري رزقي، كذلك منعت رزق غيري.
قال سليمان بن عبد الملك: يا أبا حازم! ما المخرجُ مما نحن فيه؟ قال: بالصغير من الأمر.
قال سليمان: وما هو؟ قال أبو حازم: تنظر ما كان في يدك مما ليس بحق، فترده إلي أهله، وما لم يكن لك، لم تنازع فيه غيرَك.
قال سليمان: ومن يطيق هذا؟ قال أبو حازم: من خاف النار، وأحبّ الجنة.
قال: يا أبا حازم! ادعُ الله -عَزَّ وَجَلَّ- لي، قال: ما ينفعُك أن أدعو لك في وجهك، ويدع عليك مظلوم من وراء الباب، فأي الدعاء