للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثمّ كان الأمر كلُّه لمعاويةَ، وأقام على الشام أربعين سنة أميراً وخليفة، فأقام أميراً عليها لعُمَرَ أربعَ سنين، ولعثمانَ اثنتي عشرةَ سنة، ومناظراً لعليٍّ خمسَ سنين، وخلص له الأمرُ تسعَ عشرةَ سنة، وهو أول من عمل المقصورة، وأخذَ البيعةَ لابنه يزيد، كاتبه: عبيدُ بنُ أوس، قَاضيه: فَضالَةُ بنُ عُبيد، أمراؤه: عمرُو بنُ العاص، وغيرُه، حاجبه: يزيدُ مولاه، ثمّ صفوانُ مولاه.

ثمّ يزيدُ بنُ معاويةَ، ولي بعهد أبيه إليه في رجب سنة ستين، فأقام ثلاثَ سنين، وسبعةَ شهر، وعمرُه تسع وثلاثون سنة، وفي أيامه قُتل الحسين، وفي أيامه وَقْعَةُ الحَرَّة، أباح فيها المدينةَ ثلاثةَ أيام، وذلك كفرٌ والعياذُ بالله، وبذلك أجاز أحمدُ لعنَه في إحدى الروايتين عنه، وهو أولُ من اتخذ ديوانَ الخاتم، وأولُ من اتّخذ الحصيات. كُتَّابه: عبيد بن أوس، دويدُ بنُ عمر، قاضيه: أبو إدريسَ الخولانيُّ، حاجبه: خالدٌ مولاه، وقيل: صفوان، أمراؤه: عمرُو بن العاص، وعُبيد الله بن زياد، وعمر بنُ سعد.

وبعدَه ولي معاويةُ ابنهُ، وكان رجلاً صالحاً، فأقام في الخلافة أربعين يوماً، وقيل: ثلاثة أشهر، وتوفي وسنّهُ إحدى وعشرون سنة.

ثمّ كانت بيعة عبد الله بن الزبير بمكة والحجاز، ثمّ بايعه أهل العراق، وولَّى أخاه مصعباً في البصرة، وعبدَ الله بن مطيع الكوفة، وبنى الكعبة على ما أخبرت عائشةُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إرادة بنائها (١)، وولّى


(١) رواه البخاري (١٥٠٧)، كتاب: الحج، باب: فضل مكة وبنيانها، ومسلم =

<<  <   >  >>