وبويع بعده لإبراهيمَ بنِ الوليد بن عبد الملك في ذي الحجة سنة ستٍّ وعشرين، وكانت ولايته شهرين، وعشرة أيام، كاتبه: دُكَيْن، قاضيه: عثمانُ بنُ عمر، حاجبه: قطن، ثمّ وردان.
ثمّ بويع لمروانَ بنِ محمّدٍ في صفر سنة سبع وعشرين ومئة، وكان والياً على أرمينية، ولم يزل أمرُه مضطرباً إلى أن ظهر أبو مسلمٍ بخراسان.
وبويع السفاحُ بالكوفة في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين، فسيَّر السفاحُ عبدَ الله بنَ على بن عبد الله بن عباس إلى مروان، وانهزم، واتبعه عبدُ الله، ثمّ تبعه أخوه صالح، فقُتل بصعيد مصر ليلة الأحد من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين، وله تسع وخمسون سنة، كاتبه: عبدُ الحميد بن يحيى، قاضيه: عثمانُ، حاجبه: صقلان، وبه زالت خلافةُ بني أمية.
وجميعُ مَنْ ولي منهم من لدن معاويةَ أربعةَ عشرَ رجلاً، ومدةُ خلافتهم بعد معاوية إحدى وسبعون سنة، وتسعة أشهر، وخمسة أيام.
ثمّ تفرقت بنو أمية في البلاد هرباً بأنفسهم، فهرب عبدُ الرحمن بنُ معاويةَ بنِ هشام إلى الأندلس، فبايعه أهلُها سنة تسع وثلاثين ومئة، وأقام والياً ثلاثاً وثلاثين سنة وأربعةَ أشهر، وتوفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين.