للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبي الشوارب، حجابه: صالحُ بنُ وصيف، وبايك باك، وموسى بن بُغا.

وأقام بعده في الخلافة المعتمدُ على الله، وكان قد بويع له لأربعَ عشرةَ ليلةً خلت من رجب سنة اثنتين وخمسين ومئتين، وكانت خلافته ثلاثاً وعشرين سنة وبعض أيام، وتوفي ببغداد في رجب، سنة سبع وسبعين ومئتين وله خمسون سنة، وكان مقبِلاً على اللذات، مشغولاً عن الرعية، وكان جعل أخاه طلحةَ وليَّ عهده، ولقّبه: الموفق، وجعل إليه المشرق، وجعل ابنه جعفراً وليَّ عهده، ولقّبه: المفوّض إلى الله، وجعل إليه المغرب، وغلب الموفقُ على الأمر، وقام أحسنَ قيام، ومال الناس إليه، وكان مشغولاً بقتال عليِّ بنِ محمّدٍ صاحبِ الزنج، المعروف بعلويِّ البصرة، وكان ظهوره في شوّال، سنة خمس وخمسين في خلافة المهتدي، وقُتل في صفر سنة سبعين، وكان من الخوارج الخبثاء، قتل خلائقَ من الناس، وكان المعتمد قد سار في جمادى الآخرة سنة سبع وستين ومئتين يريد مصر بمكاتبة جرت بينه وبين أحمد بن طولون، فلما بلغ الموفقَ ذلك وهو في القتال، إذا صاحبُ الزّنج وجَّهَ إسحاقَ بن كيراج، فردّه، وسلّمه إلى صاعد بن مخلد، فأنزله دارَ ابن الخصيب بسُرَّ مَنْ رأى، وحَجَر عليه، ولقّب الموفقُ إسحاقَ بذي السبقين، وولَّاه أَعمالَ ابن طولون، ولقّب صاعدَ بن مخلد بذي الوزارتين، وصار ابنُ طولون بدمشق، فجمع القضاة والعلماء، وخلع الموفَّق، وأفتى الفقهاء كلُّهم بخلعه إلا بكّارَ بنَ قتيبة، فحبسه، وأمر الموفقُ بلعن ابنِ طولون على المنابر، ثمّ مات ابنُ طولون بشهر [ذي] القعدة سنة

<<  <   >  >>