للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتسعين ومئتين، فأقام أربعاً وعشرين سنة، وأحدَ عشَر شهراً، وأربعةَ عشَر يوماً، وقُتل يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال سنة عشرين وثلاث مئة، وسنه ثمان وثلاثون سنة، وشهر، وخمسة أيام، أفضت إليه الخلافة وله ثلاث عشرة سنة، وشهر وبعض شهر، فدبَّر الوزراء والكُتَّاب، وغلب على أمره النساء والخدم، حتى إن جارية لأمه كانت تجلس للمظالم ويحضرها القضاة والفقهاء، وخلع مرتان، فأما المرة الأولى؛ فإن الحسن بن حمدان ومحمد بن داود بن الجراح دبرا مع جماعةٌ من القواد خلعه، فخلع يوم السبت لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين، وبويع لعبد الله بن المعتز، ولقب المرتضى بالله، ثمّ اضطرب أمره وهرب واستتر عند ابن الجصاص، ولم يتم له الأمر غير يوم واحد وليلة، وعاد الأمر إلى المقتدر، ثمّ قبض على ابن المعتز،

وصودر ابن الجصاص، ثمّ أخرج ابن المعتز ميتا من دار السلطان لليلتين خلتا من شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة، فسلم إلى أهله، فدفن، وله خمسون سنة. والخلع الثاني في نصف المحرم سنة ست عشرة وثلاث مئة، وأشهد على نفسه بالخلع، وبويع أخوه القاهر، وأقام يومين، ثمّ عاد الأمر إليه، وأمن القاهر على نفسه، ثمّ إن موسى الخادم سار يريد بغداد بعد أن استولى على ديار ربيعة وأعمال الموصل، فحسَّن للمقتدر أن يخرج إلى قتاله، فخرج إلى باب الشماسة، واقتحم العسكر، فقتله رجلٌ من البربر وأخذ رأسه وثيابه، ودفن هناك، ووقع في أيامه ما لم يوجد قبله، منها أنه ولي وهو صبي ولم يلي في الإسلام أحد قبله في سنه، ومنها: أنه استوزر اثني عشر وزيراً، ومنها: أن الحج بطل في أيامه سنة سبع عشر وثلاث مئة، ومنها: أن الحجر الأسود

<<  <   >  >>