وفي يوم عيد الأضحى قاتل العسكر الظاهري قتالاً شديداً، وقتل خلائق من أهل دمشق، ثم جاءه كمشبغا الحموي نائبُ حلب بالعساكر الحليفة نصرةً له، ونصب للسلطان ختمة سلطانية، ومعه الأموال [......] الظاهري، وكان معه عدة من الأمراء الكبار، وكان منطاش قد أمسك سودون الشيخوني وغيره بمصر.
وفي رمضان قعد منطاش للقصص والحكومات، ثم خرج منطاش والملك المنصور حاجي ابن الأشرف الذي أقامه بالعساكر المصرية طالبين الظاهرَ برقوق، واتفق منطاش على العسكر، ومعه الخليفةُ المتوكل على الله، والقضاة، وعمل نائب الغيبة صراي تمر السبعي، ونائب غيبة القلعة بكار الأشرفي، ونائب غيبة القاهرة قطلوبغا الحاجب.
وتوفي هذه السنة من الأمراء: قرا محمد أخوبيرم، والأمير زامل بن مهنا أمير آل فضل، والأمير أشقتمر نائبُ دمشق، والأمير بزلار العمري نائبُ دمشق، والأمير جركس الخليلي، والأمير يونس التوروزي.
وفي سنة أربع وتسعين: استهلّت والملكُ المنصورُ حاجي الأشرف، والخليفة المتوكل على الله، وأتابكُ العساكر الحاكم منطاش على سفر الشام لأجل الظاهر برقوق، ونائب الشام جنتمر محصور معه، ونائب حلب كمشبغا معه، وهما بعساكرهما على دمشق، والناس في الخُطَب مختلفون، فمصرُ ودمشقُ يخطبون للمنصور، والكركُ وغيرُها يخطبون للظاهر، وفي مواضع يخطبون باسم الخليفة، ولا يذكرون سلطاناً، والأمر مخبط، والأحوال موقوفة، والبلاد غيرُ آمنة.