هذا بحثٌ تَكميليٌّ معدٌّ لنَيْلِ دَرجة الماجستير في الاقتصادِ الإسلاميِّ للعام الدِّراسي ١٤٣٥ هـ- ١٤٣٦ هـ، وقد تقدَّم به الطَّالب ماجد بن صالح الموقد، وأشرف عليه فضيلةُ الأستاذ الدكتور عز الدين بن مالك الطيب محمد الأستاذ بقسم الاقتصاد الإسلامي بالجامعة الإسلامية.
عنوان البحث: وسائل معالجة الفقر في العهد النبوي (الصُّفَّة نموذجًا)، واحتوى على مقدِّمة، وفصل تمهيدي، وفصلين يندرج تحتَها عددٌ من المباحث والمطالب، وخاتمة، وتوصيات.
يُناقش البحث وسائلَ معالجة الفقر في العهد النبوي، وبالتطبيق على أحد أهمِّ هذه الوسائل، وهو نموذج أهل الصُّفَّة الذي تطلَّبتْه مرحلة ما بعد الهجرة من مكَّة إلى المدينة وما نتَج عن ذلك من أسباب أدَّت إلى الفقر، وجاء نموذج الصُّفَّة كأحد أهمِّ الحلول النبويَّة لمعالجته، وتظهر مشكلةُ البحث من خلال طرْح التساؤلات التالية:
أ- كيف تمَّت محاربةُ الفقر في العهد النبويِّ عبْرَ نموذج الصُّفَّة؟
ب- هل أثبت نموذجُ الصُّفَّة فعاليتَه في محاربةِ الفقر في العهد النبويِّ؟
ج- هل يُمكِن تطبيقُ نموذج الصُّفَّة في العصر الحاضر؟ وبأيِّ كيفيَّة ووسيلةٍ؟
ويقوم البحثُ- بعون الله وتوفيقه- على المنهجِ الوصفيِّ والتحليليِّ والاستنباطي، الذي يعتمد على دراسة نموذج أهل الصُّفَّة بِوَصْفِه كما كان في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومعرفة كيفيَّة مُعالَجَة النموذج للفقر، وتحليل مدى نجاحه وكفاءته؛ ليتمَّ الاستنباطُ عن مدى إمكانية التطبيقِ المُعاصِرِ له
وخلَص الباحثُ إلى نجاحِ نموذج أهل الصُّفَّة في تحقيق أهدافه، وتحقيقه لأهمِّ مقاصد الشريعة، وكفاءته الاقتصاديَّة والتوظيفية والتنظيمية، وتحقيقه لنموذجٍ فريدٍ للمعادلة الرياضية المتضمِّنة وجودَ علاقة طردية بين زيادة الموارد وتحقق الأهداف، بينما حقَّق نموذجُ أهل الصُّفَّة إمكانية تحقق معادلة طردية بين نقص الموارد وتحقق الأهداف، وإمكانية تطبيق