تعرف الكفاءة بأنها «الرُّشد في استخدام الموارد المتاحة بالشَّكل الَّذي يُحقق أعلى مردودية، وذلك بإشباع حاجات ورغبات الأفراد العاملين ورفع الروح المعنوية لديهم؛ ليعزز رغبتهم واندفاعهم للعمل»، والمنظمات التي لا تستطيع خلق درجات الرضا الوظيفي لدى أفرادها ضمن الإطار المعنويِّ، وتسعى إلى استثمار طاقاتها المادية فقط، فإنَّ هذا يؤدِّي إلى تعطيل طاقات المنظَّمة وخفض كفاءتها في استثمار الجهود البشريَّة والماديَّة والماليَّة والمعلوماتيَّة بشكل أمثل (١).
وستتم دراسة كفاءة النموذج وفق ما يلي:
المطلب الأوَّل: الكفاءة الاقتصاديَّة
ويمكن الحديث عن الكفاءة الاقتصادية وفق ما يلي:
عدالة التَّوزيع:
روى طلحة البصريُّ قال: قدمت المدينة مهاجرًا، وكان الرَّجل إذا قدم المدينة فإنَّ كان له عريف نزل عليه، وإن لم يكن له عريف نزل الصُّفَّة، فقدمتها وليس لي بها عريف فنزلت الصُّفَّة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرافق بين الرَّجلين ويقسم بينهما مُدًّا من تمر، فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم في صلاته إذ ناداه رجل، فقال: يا رسول الله، أحرق بطونَنا التَّمرُ وتخرَّقت عنا الخنف، قال: وإنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمِدَ اللهَ وأثنى عليه وذكر ما لقي من قومه، ثمَّ قال: «لقد رأيتني وصاحبي مكثنا بضع عشرة ليلة ما لنا طعام غير البرير-والبرير تمر الأراك- حتَّى أتينا إخوانَنا من الأنصار فآسونا من طعامهم، وكان جل طعامهم التمر-والَّذي لا إله إلا هو لو قدرت لكم
(١) نظرية المنظمة، لخليل محمد محسن الشماع، خيضر كاظم حمود- دار المسيرة عمان، ٢٠٠٠، (ص: ٣٣١).