للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبقيتُ لهم الله ورسوله، قلت: والله لا أسبقه إلى شيءٍ أبدًا) (١)، ومن تصدق بماله أو نصفه أو بعضه فهو بكل تأكيد سيذهب ماله في إعادة التوزيع على الفقراء والمعدمين، وهذا مِن طرُق تخفيف آلام الفقر، والحمد لله رب العالمين.

المَطْلَب الرابع: الحَثُّ على العمل

لقد دعا الإسلام في البداية إلى كسْب المال بالجهد والعمل؛ فقد قال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠)} (٢)، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (١٥)} (٣).

وتُبَيِّن لنا السنةُ النبوية أن العمل أشرف وسائل الكَسْب، فها هو النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن أطيب ما أكل الرجل من كسْبِه، وإن ولده مِن كسبه» (٤)، وعن المِقدام بن معدِ يَكْرِب الزبيدي، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما كسب الرجل كسبًا أطيب مِن عمل يده، وما أنفق الرجل عن نفسه وأهله وولده وخادمه فهو صدقة» (٥)، وفي الحديث: «ما أكل أحد طعامًا قط خير من أن يأكلَ مِن عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل مِن عمل يده» (٦).


(١) سنن الترمذي كتاب: مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، باب (٦/ ٥٦)، برقم: ٣٦٧٥، وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (٣/ ١٦٩٩) رقم الحديث: ٦٠٣٠.
(٢) سورة الجمعة: ١٠.
(٣) سورة الملك: ١٥.
(٤) سنن ابن ماجه، كتاب: التجارات، باب الحث على المكاسب، سنن ابن ماجه (٣/ ٢٦٩)، حديث رقم ٢١٣٧، وقال في الحاشية: إسناده صحيح. ومسند أحمد (٤٠/ ١٧٩) برقم ٢٤١٤٨، وقال في الحاشية: حديث حسن لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على إبراهيم وهو ابن يزيد النخعي.
(٥) سنن ابن ماجه، كتاب: التجارات، باب الحث على المكاسب، سنن ابن ماجه (٣/ ٢٦٩)، حديث رقم ٢١٣٨.
(٦) صحيح البخاري، كتاب: البيوع، باب كسب الرجل (٣/ ٥٧)، حديث رقم: ٢٠٧٢، وانظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر، (٩/ ١٥٤).