للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (١)

ووردتْ أدلة كثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تُبَيِّن فضلَ صدقة التطوُّع وتَحُثُّ عليها.

١ ـ فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الصدقة لتُطْفِئ غضَب الربّ، وتدفع عن ميتة السُّوء) (٢).

٢ ـ عن أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من يوم يُصبح العباد فيه إلا ملكان ينْزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ مُنفقًا خلَفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ مُمسكًا تلَفًا) (٣).

٣ ـ عن ابن عُمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدْخِلُه على مسلم، أو تكشِف عنه كُربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرُد عنه جوعًا، ولأنْ أمشي مع أخي المسلم في حاجةٍ أحب إليَّ مِن أن أعتكفَ شهرًا، ومَن كف غضبه ستر الله عورته، ومَن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبَه رضًا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يُثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزِلُّ الأقدام، وإن سوء الخلُق ليُفسد العمل كما يفسد الخلُّ العسل) (٤).

وقد ورَد مِن سيرة الصحابة رضوان الله عليهم أروع الأمثلة في الاستجابة لهذه الآيات، وغيرها من الآيات والأحاديث الشريفة التي تَحُثُّ على الصدقة، ومن ذلك صدقة أبي بكر - رضي الله عنه -؛ فعن عمر بن الخطاب قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدَّق، فوافق ذلك عندي مالاً، فقلتُ: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، قال: فجئتُ بنصف مالي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: يا أبا بكر، ما أبقيتَ لأهلك؟ قال:


(١) التغابن: ١٦.
(٢) رواه الترمذي في الزكاة، كتاب: الزكاة، باب ما جاء في فضل الصدقة (٢/ ٤٥)، رقم الحديث: (٦٦٤)، قال أبو عيسى: «هذا حديث حسن غريب مِن هذا الوجه.
(٣) رواه البخاري في الزكاة برقم (١٤٤٢)، ومسلم في الزكاة أيضًا برقم (١٦٧٨).
(٤) رواه ابن وهب في الجامع، (ص: ٤٤١)، برقم (٣٢٦)، والطبراني في المعجم الأوسط (١/ ٢٥٩) برقم (٨٥٠)، وحسَّنه الألباني، صحيح الجامع الصغير (١/ ١١٠) (١٧٤)، وسلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: ٩١٨.