للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (١) وقال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، قال: فقلت: نزلتْ فينا وفيهم، قال: فكان بيني وبينه في ذلك كلام، فكتب يشكوني إلى عثمان، قال فكتب إليَّ عثمان أن أقدم المدينة، فقدمت المدينة وكثر الناس عليَّ كأنهم لم يروني قبل ذلك، قال فذكر ذلك لعثمان فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريبًا، فذاك أنزلني هذا المنزل، ولو أمَّر عليَّ حبشيًّا لسمعتُ ولأطعتُ (٢).

وعن عبد الله بن الصامت أنه كان مع أبي ذر فخرج عطاؤه ومعه جارية له، قال: فجعلت تقضي حوائجه، قال: ففضل معها سلع، فأمرها أن تشتري به فلوسًا، قال قلت: لو أذخرته للحاجة تبوء بك أو للضيف ينزل بك، قال: إن خليلي عهد إلي أن أي مال ذهب أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله (٣).

قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا أبو هلال قال: حدثنا قتادة عن سعيد بن أبي الحسن، أن أبا ذر كان عطاؤه أربعة آلاف، فكان إذا أخذ عطاءه دعا خادمه، فسأله عما يكفيه لسنة فاشتراه له، ثم اشترى فلوسًا بما بقي، وقال: إنه ليس من وعى ذهبًا أو فضة يوكي عليه إلا وهو يتلظى على صاحبه، وعن الأحنف بن قيس قال: قال لي أبو ذر: خُذ العطاء ما كان متعة، فإذا كان دَينًا فارفضه.

عن أبي ذر قال: أوصاني خليلي بسبع: أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني ألا أسأل أحدًا شيئًا، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت، وأمرني أن أقول الحق وإن كان مُرًّا، وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أُكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنهنَّ من كنز تحت العرش، وعن يونس عن محمد قال: سألت ابن أخت لأبي ذر: ما ترك أبو ذر؟ فقال: ترك أتانين، وعفوًا وأعنزًا وركائب، قال: العفو الحمار الذكر، وورد عن سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن أبي ذر أنه رآه في نمرة


(١) التوبة: ٣٤.
(٢) المرجع السابق (٤/ ١٧٣).
(٣) المرجع السابق (٤/ ١٧١).