للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومات بأجنادين سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر - رضي الله عنه -، وهو ابن ست وستين سنة (١).

أبو مويهبة: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان يبيت في المسجد، ويخالط أهل الصُّفَّة (٢).

أبو هُرَيْرَة: عبد الرحمن بن صخر الدَّوْسي، نشأ يتيمًا ضعيفًا في الجاهلية، وقدم المدينة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر، فأسلم سنة ٧ هـ، ولزم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسكن الصُّفَّة، فكان عريفها، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يجمع أهل الصُّفَّة لطعام أمَر أبا هُرَيْرَة بدعوتهم، لم ينتقل عنها طول عمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان أكثر الصحابة حفظًا للحديث ورواية له، روي عنه ٥٣٧٤ حديثًا، وولي إمرة المدينة مدة، وتوفي فيها سنة تسع وخمسين (٣).

ورد عنه قوله: نشأتُ يتيمًا، وهاجرت مسكينًا، وكنت أجيرًا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي، فكنت أخدم إذا نزلوا وأحدو إذا ركبوا، فزوجنيها الله، فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا، وجعل أبا هُرَيْرَة إمامًا، وفي رواية: (أكريت نفسي من ابنة غزوان على طعام بطني وعقبة رجلي، فكانت تكلفني أن أركب قائمًا، وأن أردي أو أورد حافيًا، فلما كان بعد ذلك زوجنيها الله، فكلفتها أن تركب قائمة، وأن ترد أو تردي حافية (٤).

وذكر عنه أنه تمخط أبو هُرَيْرَة وعليه ثوب من كتان ممشق فتمخط فيه، فقال: بخ بخ يتمخط أبو هُرَيْرَة في الكتان، لقد رأيتني آخرًا فيما بين منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحجرة عائشة يجيء الجائي يرى أن بي جنونًا وما بي إلا الجوع، ولقد رأيتني وإني لأجير لابن عفان وابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي، أسوق بهم إذا ارتحلوا، وأخدمهم إذا نزلوا، فقالتْ يومًا: لتردنه حافيًا ولتركبنه قائمًا، قال: فزوجنيها الله بعد ذلك، فقلتُ لها: لتردنه حافية، ولتركبنه قائمة (٥).

أسماء بن حارثة بن سعيد الأسلمي، أبو محمد، وهو أخو هند، يقول أبو هُرَيْرَة - رضي الله عنه -: «ما كنت أرى أسماء وهندًا إلا خادمين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من طول لزومهما بابه، وخدمتهما


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٣/ ٤٧).
(٢) حلية الأولياء لأبي نُعَيْم الأصبهاني (٢/ ٢٧).
(٣) حلية الأولياء لأبي نُعَيْم الأصبهاني (١/ ٣٧٦).
(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد (٤/ ٢٤٣).
(٥) المرجع السابق (٤/ ٢٣٤).