للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ثعلب: ولما مات زهير قالت أخته خنساء ترثيه (١):

لا يغني توقّي المرء شيئا ... ولا عقد التّميم ولا الغضار

إذا لاقى منيّته فأمسى ... يساق به وقد حقّ الحذار

ولا قام من الأيّام يوم ... كما من قبل لم يخلد قدار

الغضار: كان أحدهم اذا خشي على نفسه علق عليه خزفا أخضر (٢):

ومن محاسن قول زهير (٣):

ولا تكثر على ذي الضّغن عتبا ... ولا ذكر التّجرّم للذّنوب

ولا تسأله عمّا سوف يبدي ... ولا عن عيبه لك بالمغيب

متى تك في صديق أو عدوّ ... تخبّرك الوجوه عن القلوب

وأخرج أبو الفرج في الاغاني عن المدائني قال: قال الأخطل: أشعر الناس قبيلة بنو قيس، وأشعر الناس بيتا آل أبي سلمى، وأشعر الناس رجلا رجل في قميصي.

وفي الأغاني عن ابن الأعرابي قال: كان لزهير في الشعر ما لم يكن لغيره، كان أبوه شاعرا وهو شاعر وخاله شاعر وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعران، وأخته الخنساء شاعرة.

وأخرج عن ابراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري: ان رسول الله صلّى الله عليه وسلم نظر إلى زهير بن أبى سلمى وله مائة سنة فقال: اللهم أعذني من شيطانه، فمالاك بيتا حتى مات.


(١) شرح ديوانه ٣٦٦.
(٢) وفي شرح الديوان: (قال: كان اذا خشي أحدهم المرض علق على نفسه خزفا من الخزف الأخضر فلا يدنو منه المرض. والتميمة:
العوذة).
(٣) شرح ديوانه ٣٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>