قلت لزير لم تصله مريمه ... هل تعرف الرّبع المحيل أرسمه
عفت عوافيه وطال قدمه ... بل بلد ملء الفجاج قتمه
لا يشترى كتّانه وجهرمه ... يجتاب ضحضاح التّراب أكمه
كالحوت لا يرويه شيء يلهمه ... يصبح ضمآن وفي البحر فمه
قطّعت أمّا قاصدا تيمّمه ... إلى ابن مجد لم يخرّق أدمه
قوله: لزير، بكسر الزاي، الذي يكثر زيارة النساء وخلطتهن. قوله: بل بلد، أي بل رب بلد، فأضمر رب وخبريها. والبيت استشهد به ابن مالك على ذلك.
والفجاج: الطرق. والقتم: الغبار. والكتان: هنا السبايب، وهي جمع سبيبة، شقة محتمان رقيقة. والجهرمية: بسط شعر، نسبة الى جهرم قرية بفارس، فالجهرم هنا جمع جهرمي أضيف الى الضمير. قال الفارسي: وأورده في الايضاح شاهدا على ذلك. وقال أبو حاتم والزيادي: الجهرم: البساط من الشعر، والجمع جهارم. قال شارع أبيات الايضاح: فلا شاهد فيه لما قال الفارسي على هذا، يجتاب يلبس.