للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عوف، عمن حدّثه، عن عثمان عن مظعون (١): أنه مرّ بمجلس من قريش في صدر الاسلام ولبيد بن ربيعة ينشدهم:

ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل

فقال عثمان: صدقت، فقال لبيد:

وكلّ نعيم لا محالة زائل

فقال عثمان: كذبت، نعيم الجنة لا يزول أبدا. فقال لبيد: يا معشر قريش، والله ما كان يؤذى جليسكم فمتى حدث هذا فيكم. فقال رجل: إن هذا سفيه من سفاء معدّ، قد فارقوا ديننا فلا تجدنّ في نفسك من قوله. فردّ عليه عثمان حتى شرى أمرهما، فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخصرها، فقال الوليد بن المغيرة لعثمان:

إن كانت عينك عما أصابها لغنية، فقال عثمان: بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله.

وأخرج السلفي في المشيخة البغدادية من طريق هاشم عن يعلى عن ابن جراد قال:

أنشد لبيد النبي صلّى الله عليه وسلّم قوله:

ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل

فقال له: صدقت، فقال:

وكلّ نعيم لا محالة زائل

فقال له: كذبت، نعيم الآخرة لا يزول.

وأخرج الشيخان عن أبي هريرة: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد:


(١) الخبر في الاغاني ١٥/ ٣٠١ - ٣٠٢ (الثقافة) والخزانة ٢/ ٧٨ (السلفية) والموشح ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>