للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله الّذي لم يأتني أجلي ... حتّى اكتسيت من الإسلام سربالا

وقوله (١):

ما عاتب الحرّ الكريم كنفسه ... والمرء ينفعه القرين الصّالح

قلت: البيت الأوّل ليس له فقد نسبه ابن سعد في طبقاته لقردة بن نفاثة من الصحابة من أبيات، أوّلها:

بان الشّباب فلم أحفل به بالا ... وأقبل الشّيب والإسلام إقبالا

وقد أروّي نديمي من مشعشعة ... وقد أقلّب أوراكا وأكفالا

الحمد لله ... البيت. ثم رأيت الحافظ أبا الفتح اليعمري نبه على الذي قلته، وقد روينا بسند صحيح: أن لبيد بن ربيعة

وعديّ بن حاتم هما اللذان سميا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين حين قدما عليه من العراق. وقد وردت القصة في تاريخ الخلفاء.

وأخرج ابن عساكر عن الحسين بن حفص المخزومي: أن لبيدا جعل على نفسه أن يطعم ما هبّت الصبا. فألحت عليه زمن الوليد بن عقبة، فصعد الوليد المنبر فقال:

أعينوا أخاكم، وبعث إليه بثلاثين جزورا (٢). وكان لبيد قد ترك الشعر في الاسلام، فقال لابنته: أجيبي الأمير، فأجابت:

إذا هبّت رياح أبي عقيل ... ذكرنا عند هبتها الوليدا

وفي رواية: دعونا:

أبا وهب جزاك الله خيرا ... نحرناها وأطعمنا الثّريدا


(١) الشعراء ١٣ و ٢٣٢ برواية:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه الجليس الصالح
(٢) وروى بعض الرواة: بعث اليه بمائة ناقة كوماء سوداء اه. محمد محمود الشنقيطي. قلت: وكذا في الأغاني ١٥/ ٢٩٨ (الثقافة).

<<  <  ج: ص:  >  >>