وابن اللّبون إذا ما لزّ في قرن ... لم يستطع صولة البزل القناعيس (١)
هذا من قصيدة لجرير يهجو فيها عمر بن لجا التيمي، وأوّلها:
حيّ الهدملة من ذات المواعيس ... فالحنو أصبح قفرا غير مأنوس
حيّ الدّيار الّتي شبهتها خللا ... أو منهجا من يمان مح ملبوس
ومنها:
قد كنت خدنا لنا يا هند فاعتبري ... ماذا يريبك من شيبي وتقويسي
والهدملة من الرمل: ما استدق وطال. والمواعيس من الرمل: ما وطئ، واحدها موعس. والوعس: الوطئ. والخلل، بكسر أوّله، جفون السيوف. والمنهج:
المخلق. والمح: البالي. والخدن: الترب. ومعنى البيت: قد كنت تربا فشبت كما شبت فما تنكرين مني. وابن اللبون: ماله ثلاث سنين. وإدخال اللام فيه لتعرف به الأوّل لأنه اسم جنس نكرة، بمنزلة ابن رجل، ولم يجعل علما بمنزلة ابن آوى وغيره، فلذلك خالفه في دخول اللام على ما أضيف إليه. قاله الأعلم. ولز: شدّ.
والقرن، بفتحتين، الحبل يشدّ به البعيران فيقرنان معا. والصولة: الوثوب.
والبزل: جمع بازل، وهو من الأبل ما طلع نابه. والقناعيس: الشداد، واحده قنعاس. قال الأعلم: ضرب هذا مثلا نفسه، ولئن رام مقاومته في الشعر والفخر لابن اللبون، وهو الفصيل الذي تنجت أمّه غيره، فصارت لبونا إذا لز في قرن، وهو الحبل يبازل من الجمال قويّ لم يستطع صولته ولا قاومه في سيره.
ومن أبيات القصيدة قوله:
لمّا تذكّرت بالدّيرين أرّقني ... صوت الدّجاج وقرع بالنّواقيس