للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأعشى يفد على ملوك العرب وملوك فارس، فلذلك كثرت الفارسية في شعره.

قال: وكان أبو كلبة هجا الأعشى وهجا الأصم بن معبد فقال فيهما:

فتحتما شاعري حيّ ذوي حسب ... وحزّ أنفاكما حزّا بمنشار

أعني الأصمّ وأعشانا إذا ابتدرا ... إلّا استعانا على سمع وإبصار

فامسك عنه الأعشى فلم يجبه بشيء، وقال للأصم: أنت من بيت مشهور، وأبو كلبة رجل مرذول فلا تجبه فترفع عن قدره (١).

قالوا: والأعشى ممن أقرّ بالملكين الكاتبين في شعره، فقال في قصيدة يمتدح بها النعمان (٢):

فلا تحسبنّي كافرا لك نعمة ... عليّ شاهدي يا شاهد الله فاشهد (٣)

وقد كانت العرب ممن أقام على دين إسمعيل، إذا حلفت تقول: وحق الملكين.

فكان الأعشى ممن أقام على دين إسمعيل والقول بالأنبياء. قالوا: والأعشى ممن اعتزل وقال بالعدل في الجاهلية، من ذلك قوله:

استأثر الله بالوفاء ... البيت

وسلك الأعشى في شعره كل مسلك، وقال في أكثر أعاريض العرب، وليس ممن تقدم من فحول الشعراء أحد أكثر شعرا منه.


(١) انظر الاغاني ٢٣/ ٢٣٧ - ٢٤١. فقد روى شعر للاعشى وأبى كلبة هذا وبكير الأصم، في يوم ذي قار.
(٢) ديوانه ١٩٣.
(٣) في ديوانه برواية: (عليّ شهيد شاهد الله فاشهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>