للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا لا أرى على الحوادث باقيا ... ولا خالدا إلّا الجبال الرّواسيا

وإلّا السّماء والبلاد وربّنا ... وأيّامنا معدودة واللّياليا

أراني إذا ما شئت لاقيت آية ... تذكّرني بعض الّذي كنت ناسيا

ألم تر أنّ الله أهلك تبّعا ... وأهلك لقمان بن عاد وعاديا

وأهلك ذا القرنين من قبل ما ترى ... وفرعون جبّار معا والنّجاشيا (١)

ألا لا أرى إذا إمّة أصبحت به ... فتتركه الأيّام وهي كما هيا

ألم تر للنّعمان كان بنجوة ... من الشّرّ لو أنّ امرأ كان ناجيا (٢)

فغيّر عنه رشد عشرين حجّة ... من الدّهر يوم واحد كان غاويا

فلم أر مسلوبا له مثل ملكه ... أقلّ صديقا صافيا ومواليا (٣)

فأين الّذين كان يعطي جياده ... بأرسانهنّ والحسان الحواليا

وأين الّذين كان يعطيهم القرى ... بغلّاتهنّ والمئين الغواليا

وأين الّذين يحضرون جفانه ... إذا قدّمت ألقوا عليها المراسيا

رأيتهم لم يشركوا بنفوسهم ... منيّته لمّا رأوا أنّها هيا

خلا أنّ حيّا من رواحة حافظوا ... وكانوا أناسا يتّقون المخازيا (٤)


(١) في الديوان: (وفرعون أردى جنده).
(٢) في الديوان: (من العيش ..).
(٣) في الديوان:
.. مثل قرضه ... أقل صديقا معطيا ومواسيا
ويروى أيضا: (بازلا ومواسيا).
(٤) في الديوان:
(أقبوا ... وكانوا قديما يتقون)

<<  <  ج: ص:  >  >>