للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البيت، هل بالاهمال أو بالاعجام؟ قال: وقرينة الدعاء عليه عليها يقتضي عدم دخولها في الأرض المدعوّ لها بالسقيا.

١٨٠ - وأنشد:

ليس العطاء من الفضول سماحة ... حتّى تجود وما لديك قليل (١)

هذا آخر ثلاثة أبيات للمقنّع الكندي، واسمه محمد بن صفر بن عمير (٢) بن أبي شمر بن فرغان بن قيس بن الأسود بن عبد الله بن الحارث، وقبله:

ذهب الشّباب فأين تذهب بعده ... نزل المشيب وحان منك رحيل (٣)

كان الشّباب خفيفة أيّامه ... والشّيب محمله عليك ثقيل

الفضول: جمع فضل، وهو الزيادة في المال وما لا يحتاج إليه منه، والسماحة.

قوله: وما لديك قليل، قال التبريزي: يجوز كون (ما) موصولة، وكونها نافية، والمعنى على النفي: حتى تجود بكل شيء لك فلا يبقى قليلك أيضا. قال في الاغاني (٤):

كان المقنع أجمل الناس وجها، وكان اذا أسفر اللثام عن وجهه أصابته العين فمرض فكان لا يمشي الا متقنعا فلذا قيل له المقنع.

وهو شاعر مقل من شعراء الدولة الأموية، وكان له محل كبير وشرف وسؤدد في كنده.

١٨١ - وأنشد:

والله لا يذهب شيخي باطلا (٥)


(١) الحماسة ٤/ ٢٥٤
(٢) في الاغاني ١٥/ ١٥١ (محمد بن ظفر بن عمير) وفي الشعراء ٧١٥:
(محمد بن عمير) وفي اللآلي ٦٥١: (محمد بن عميرة).
(٣) في الحماسة برواية:
نزل المشيب فأين تذهب بعده ... وقد ارعويت وحان منك رحيل
(٤) ١٧/ ٦٠ (الثقافة) باختلاف اللفظ. وانظر الشعراء واللآلي.
(٥) ديوانه ١٣٤ وانظر فيه ص ٤١٨ والاغاني ٩/ ٨٧ (الثقافة): (تالله) ومع تقديم وتأخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>