للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ظفرك (١) أيفاخرك ابن المنذر اللخميّ؟ فو الله لقفاك خير من وجهه، ولشمالك خير من يمينه، ولصمتك خير من كلامه، ولأمّك خير من أبيه، ولخدمك خير من علية قومه. فهب لي أسارى قومي، واسترهن بذلك شكري، فإنك من أشراف قحطان وأنا من سروات عدنان (٢).

فرفع عمرو بن الحارث رأسه الى جارية كانت على رأسه قائمة، فقال: مثل ابن الفريعة فليمدح الملوك، ومثل ابن زياد فليثن على الملوك (٣).

وأخرج ابن عساكر عن الأصمعي: أنه سأل ما أراد حسان بقوله:

أولاد جفنة عند قبر أبيهم

ما في هذا ما يمدحهم به؟ قال: أراد أنهم ملوك حلول في موضع واحد، وهم أهل مدر، وليسوا بأهل عمد ينتقلون. وقال غيره معناه: أنهم آمنون لا يبرحون ولا يخافون كما تخاف العرب، وهم مخصبون لا ينتجعون، ومارية أمهم. والفضيل:

الذي يفضل ما ملك. وقوله: (يغشون) يعني أن منازلهم لا تخلو من الأضياف والطراق والعفاة، فكلابهم لا تهرّ

على من يقصد منازلهم، كما قال حاتم الطائي

فإنّ كلابي قد أقرّت وعوّدت ... قليل على من يعتريني هريرها

وقوله:

لا يسألون عن السّواد المقبل


(١) في الأغاني (وسكّن قوارع الأعداء ظفرك).
(٢) أي من ساداتهم.
(٣) انظر الاغاني ١٥/ ١٢٣ - ١٢٥، وحاشية الامير ١/ ١١٥، فقد وردت ببعض تقديم وتأخير، واختلاف الالفاظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>