للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج البخاري عن ابن عمر قال: ربما ذكرت قول أبي طالب وأنا أنظر الى وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على المنبر يستسقى فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل

وأخرج البيهقي في دلائل النبوّة عن أنس: ان أعرابيا جاء فقال: يا رسول الله، لقد أتيناك وما لنا بعير ينط، ولا صبي يصيح. فصعد المنبر ثم رفع يديه فقال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريا مريعا، غدقا طبقا، عاجلا غير رابث، نافعا غير ضار. فما ردّ يديه في نحره حتى ألقت السماء بأردافها، وجاؤا يضجون: الغرق الغرق. فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى بدت نواجذه، ثم قال: لله درّ أبي طالب لو كان حيا قرّت عيناه، من ينشدنا قوله؟ فقام علي، فقال: يا رسول الله، كأنك أردت قوله:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفواضل

١٩٨ - وأنشد:

ألا ربّ مولود وليس له أب ... وذي ولد لم يلده أبوان (١)

وذي شامة سوداء في حرّ وجهه ... مجلّلة لا تنجلي لزمان (٢)

ويكمل في تسع وخمس شبابه ... ويهرم في سبع مضت وثمان (٣)


(١) الخزانة ١/ ٣٩٧، والكامل ٩٠٦، وسيبويه ١/ ٢٤١.
(٢) في الخزانة برواية:
مخلّدة لا تنقضي لأوان
(٣) في الخزانة ١/ ٣٩٧:
ويكمل في خمس وتسع شبابه ... ويهرم في سبع معا وثمان

<<  <  ج: ص:  >  >>