للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيالك من ليل كأنّ نجومه ... بكلّ مغار الفتل شدّت بيذبل

فقالوا: اتق الله ودع عنك هذا، قال: أبلغوا الأنصار ان صاحبهم أشعر العرب حيث يقول (١):

يغشون حتّى ما تهرّ كلابهم ... لا يسألون عن السّواد المقبل

فقالوا: إن هذا لا يغني عنك شيئا، فقل غير ما أنت فيه، فقال:

الشّعر صعب وطويل سلّمه ... إذا ارتقى فيه الّذي لا يعلمه

زلّت به إلى الحضيض قدمه ... يريد أن يعربه فيعجمه

فقالوا: يا أبا مليكة، ألك حاجة؟ قال: لا، ولكن أجزع على المديح الجيد يمدح به من ليس له أهلا. قالوا: ما تقول في عبيدك؟ قال: هم عبيد قن ما عاقب الليل النهار.

قالوا: أوص للفقراء بشيء، قال: أوصيهم بالالحاح في المسئلة. قالوا: فما تقول في مالك؟ قال للأنثى من ولدي مثلا حظ الذكر. قالوا: ليس هكذا قضى الله لهنّ، قال: لكني هكذا قضيت، وما أدري أعوّاد أنتم أم خصماء؟ قالوا: فما توصي لليتامى؟ قال: كلوا أموالهم وطؤا أمهاتهم، قالوا: فهل شيء تعهد فيه غير هذا، قال:

نعم، تحملونني على أتان وتتركونني راكبها حتى أموت، فان الكريم لا يموت على فراشه، والاتان مركب لم يمت عليه كريم قط. فحملوه على أتان وجعلوا يذهبون به ويجيئون وهو عليها حتى مات، وهو يقول:

لا أحد ألأم من حطيئه ... هجا بنيه وهجا المريئه

من لؤمه مات على الفريئه


(١) انظر ص ٣٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>