للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت ... فقد رابنى منها الغداة سفورها

وقلت لعيني لا يضرّك بعدها ... بلى كلّ ما شقّ النّفوس يضيرها (١)

بلى قد يضرّ العين أن تكثر البكا ... ويمنع منها نومها وسرورها

وقد زعمت ليلى بأنّي فاجر ... لنفسي تقاها أو عليها فجورها

فقال لها الحجاج: يا ليلى، ما الذي رابه من سفورك؟ قالت: أيها الأمير، كان يلم بي كثيرا، فأرسل إليّ يوما أني آتيك، وفطن الحيّ فأرصدوا له، فأسفرت فعلم أن ذلك لشرّ فلم يزد على التسليم والرجوع، فقال: لله درّك، فهل رأيت منه شيئا تكرهينه؟ فقالت: لا والله والذي أسأله أن يصلحك، غير أنه قال مرة قولا ظننت أنه قد خضع لبعض الأمر، فأنشأت أقول:

وذي حاجة قلنا له لا تبح بها ... فليس إليها ما حييت سبيل

لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه ... وأنت لأخرى فازع وخليل (٢)

فلا والذي أسأله أن يصلحك، ما رأيت منه شيأ حتى فرّق الموت بيني وبينه، قال: ثم مه! قالت: ثم لم ألبث أن خرج في غزاة له فأوصى ابن عمه إن أتيت الحاضرين من بني عبادة فناد بأعلى صوتك:

عفا الله عنها هل أبيتنّ ليلة ... من الدّهر لا يسري إليّ خيالها

وأنا أقول:


(١) رواية البيت في الامالي:
يقول رجال لا يضير نأيها ... بلى كل ما شق النفوس يضيرها
(٢) في الاغاني ١١/ ٢٠٧ الدار: (فارغ وجليل).

<<  <  ج: ص:  >  >>