للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجاء. قال: وفيه استعمال لدن بغير من، ولم يأت في التنزيل إلا مقرونة بها، انتهى.

والبيت استشهد به على دخول لام التأكيد في خبر زال.

٣٧٣ - وأنشد:

وقد جعلت قلوص بني سهيل ... من الأكوار مرتعها قريب (١)

هو من أبيات الحماسة. وقبله:

ولست بنازل إلّا ألمّت ... برحلي أو خيالتها الكذوب

وبعده:

كأنّ لها برحل القوم بوّا ... وما إن طبّها إلّا اللّغوب

قال التبريزي: يقال: خيال وخياله، وجعلها كذوبا لأنها لا حقيقة لها.

وجعلت ههنا بمعنى طفقت، ولذلك لا يتعدى. ومرتعها قريب من موضع الحال، أي أقبلت قلوص هذين الرجلين قريبة المرتع من رحالهم لما بها من الاعياء. قال أبو العلاء: رفع قلوص وجه ردئ، لأن جعل إذا كان للمقاربة تعين أن يكون خبرها فعلا، فالأحسن نصب قلوص ويكون في جعلت ضمير يعود على المذكورة وليست جعلت في هذا الوجه بمعنى المقاربة، وإنما هي بمعنى صيرت فلا تفتقر إلى فعل، ويكون قوله مرتعها قريب جملة في موضع المفعول الثاني، كما يقال: (جعلت أخانا ماله كثيرا) انتهى. وفي شرح المرزوقي: قال أبو الفتح: أوقع الجملة من المبتدأ والخبر موقع الجملة بين الفعل والفاعل، أراد بقرب مرتعها من الأكوار، كما قال:

فقد جعلت نفسي على النّأي تنطوي

وفي شرح الحماسة للشلوبين: أن بعضهم أجاز أن يكون جعل بمعنى صير، وحذف منها ضمير الشأن، أي جعلته، أي الشأن، مرتعها قريب. وأن آخر أجاز


(١) الخزانة ١/ ٢، والحماسة ١/ ٢٩٦ لآخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>