للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فانصرف جرير مغضبا. وكان جرير يومئذ بالبصرة نازلا على امرأة من بني كليب، فبات في علّيّة لها، وهي في سفل دارها، فقالت المرأة: فبات نيلته لا ينام، يتردّد في البيت، حتى ظننت أنه قد عرض له (جنّي، أو سنح له بلاء) (١) حتى فتح له:

أقلّي اللّوم عاذل والعتابا ... وقولي، إن أصبت، لقد أصابا

(حتى قال) (٢):

إذا غضبت عليّ بنو تميم (٣) ... حسبت النّاس كلّهم غضابا

ثم أصبح في المربد فقال: يا بني تميم، قيّدوا: أي اكتبوا، فلم يجب الراعي ولم يهجه جرير بغيرها.

فقال بعض رواة قيس وعلمائهم: كان الراعي فحل مضر، فضغمه الليث، يعني جريرا، وبعد البيت الأول:

أجدّك لا تذكّر عهد نجد ... وحيّا طال ما انتظروا الإيابا

أقلى: أمر من الإقلال، ومن القلة. واللوم: بالفتح، العذل. وعاذل:

منادى مرخم عاذلة. ولقد أصابا: مقول القول. وأجدك: أي يجد منك هذا، فنصبه على نزع الباء، قاله الأصمعي. وقال أبو عمرو: معناه مالك أجد منك، ونصبه على المصدر. قال ثعلب: ما أتاك من الشعر من قولك أجدك فهو بكسر الجيم. وإذا قال بالواو، وجدك فهو بفتحها. وقال الجوهري: أجدك وأوجدك بمعنى، ولا يتكلم به إلا مضافا. والأياب، بكسر الهمزة، الرجوع. والبيت شاهد لدخول تنوين الترنم في الفعل والإسم المعرّف باللام.


(١) مزيدة، وانظر الخبر بالاغاني ٨/ ٣٠ - ٣١ و ٢٠/ ١٦٩ وطبقات الشعراء ٣٧٤
(٢) مزيدة.
(٣) في الطبقات: (عليك بنو تميم).

<<  <  ج: ص:  >  >>