للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا ما الدّهر جرّ على أناس ... كلاكله أناخ بآخرينا

فقل للشّامتين بنا: أفيقوا ... سيلقى الشّامتون كما لقينا

وبعده:

كذاك الدّهر دولته سجال ... تكرّ صروفه حينا فحينا

ومن يغرر بريب الدّهر يوما ... يجد ريب الزّمان له خؤونا

هكذا في الحماسة البصرية. ثم رأيت في ديوان فروة ما نصه: جمعت همدان لمراد جمعا كثيرا وساروا إليهم فالتقوا بالأحرمين، فظفروا بمراد وأصابوا منهم، فقال في ذلك فروة، وتروى لعمرو بن قعاس (١):

إن نهزم فهزّامون قدما ... وإن نهزم فغير مهزمينا

وما إن طبنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا

كذاك الدّهر دولته سجال ... تكرّ صروفه حينا فحينا

فبيناه يسرّ به ويرضى ... ولو مكثت غضارته سنينا

إذا انقلبت به كرّات دهر ... فألفى بعد غبطته منونا

ومن يغبط بريب الدّهر يوما ... يجد ريب الزّمان له خؤونا

فأفنى ذلكم سروات قومي ... كما أفنى القرون الأوّلينا

فلو خلد الملوك إذن خلدنا ... ولو بقي الكرام إذن بقينا


(١) ترجم له المرزباني ٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>