للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فجعل يقول: ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد. فقال أبو بكر: ليس هكذا، قال: إني لست بشاعر، ولا ينبغي لي.

فائدة:

طرفة هو ابن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، أحد شعراء الجاهلية. وخاله المتلمس الشاعر، تقدمت قصتهما مع عمرو بن هند التي قتل فيها طرفة في ترجمة المتلمس في شواهد إذا (١). قال ابن دريد في الوشاح: اسم طرفة، عمرو (٢)، وإنما سمى طرفة لقوله:

لا تعجلا بالبكاء اليوم مطّرفا ... ولا أميريكما بالدّار إذ وقفا (٣)

وقال في باب الكنى: منه كنية طرفة أبو عمرو، فإن ثبت اتحد اسمه وكنيته (٤).

قتل وهو ابن عشرين سنة، ولذلك قيل له ابن عشرين. ورأيت له ترجمة في كتاب (فضل الشبان وتقديمهم على ذوي الأسنان) وهو كتاب ذكر مؤلفه في خطبته انه ألفه للخليفة جعفر المقتدر، لأنه تولى الخلافة وسنه ثلاث عشرة سنه، ولم يل الخلافة قبله أصغر سنا منه، نقل فيه عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: لم نجد أحدا من الشعراء تعجل في حداثة السن إلا طرفة، فإنه قال الشعر حدثا، وشهر في سنوات، وقتل وهو ابن بضع وعشرين سنة. ولذا لم يذكر في شعره الشيب ولا بكى عليه.

وسئل حسان: من أشعر الناس؟ فقال: قبيلة أم قصيدة؟ قيل: كلاهما، قال:

أما أشعرهم قبيلة فهذيل، وأما أشعرهم قصيدة فطرفة.

وسئل جرير: من أشعر الناس؟ قال الذي يقول: ستبدي لك الأيام ...

البيت. وقال بعضهم: اتفقت العرب على أن أشعر الشعراء في الجاهلية طرفة


(١) ص ٣٩٤ - ٣٩٥.
(٢) معجم الشعراء ٥.
(٣) المزهر ٢/ ٤٤١ والقاب الشعراء ٣٢١، وقيل ان البيت الذي لقب به طرفة هو:
اذا نحن قلنا اسمعينا انبرت لنا ... على رسلها مطروقة لم تشدد
(٤) في كنى الشعراء ٢٨٨ ان كنيته (أبو اسحاق).

<<  <  ج: ص:  >  >>