للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأمّكم لا تسلموها لكلبكم ... فإنّ عقوق الوالدات كبير

وإنّك كلب قد ضريت بما ترى ... سميع بما فوق الفراش بصير

إذا عثّنت من آخر اللّيل دخنة ... يبيت لها فوق الفراش هدير

فاستعدى عليه بنو عبد الله بن هوذة عثمان بن عفّان، فأرسل إليه فأقدمه، فأنشدوه الشعر الذي قال في أمهم فقال له عثمان: ما أعرف في العرب رجلا أفحش ولا ألأم منك، فإني لأظن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لو كان حيّا

لنزل فيك قرآن، فقال ضابيء:

فمن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإنّي وقيّار بها لغريب

وما عاجلات الطّير يدنين بالفتى ... رشادا ولا عن ريشهنّ نجيب (١)

وربّ أمور لا تضيرك ضيرة ... وللقلب من مخشاتهنّ وجيب

ولا خير فيمن لا يوطّن نفسه ... على نائبات الدّهر حين تنوب

وفي الشّكّ تفريط وفي الحزم قوّة ... ويخطئ في الحدس الفتى ويصيب

ولست بمستبق صديقا ولا أخا ... إذا لم تعدّ الشّيء وهو يريب

فقضى عثمان لبني هوذة على ضابيء بجز شعره وخمس إبله، فانحازوا به من المدينة إلى الصاف، فحبسوه عند أمهم الرباب بنت قرط. ضابيء: بالمعجمة والموحدة وهمزة. وقيّار: بفتح القاف وتشديد التحتية، قيل اسم رجل، وقال الخليل: اسم فرسه. وقال ابو زيد: اسم جملة.


(١) في الاصمعيات والكامل:
(... تدني من الفتى .... ... رشادا ولا عن ريشهن يخيب)
وفي الكامل: (نجاحا).

<<  <  ج: ص:  >  >>