أرانا إذا أضمرتك البلا ... د نجفى وتقطع منّا الرّحم
قال: فما قلت لها. قلت: ما قال جرير:
ثقي بالله ليس له شريك ... ومن عند الخليفة بالنّجاح
قال: ثق بالنجاح إن شاء الله، إن ههنا قوما يختلفون الى أولادنا فامتحنهم، فمن كان عالما ينتفع به ألزمناه إياهم،
ومن كان بغير هذه الصفة قطعناه عنهم، فاجمعوا اليّ، فامتحنتهم، فما وجدت طائلا فحذروا ناحيتي، فقلت: لا بأس على أحد. فلما رجعت، قال: كيف رأيتهم؟ قلت: يفضل بعضهم بعضا في علوم، ويفضل الباقون في غيرها، وكل يحتاج إليه. فقال: إني خاطبت منهم واحدا فكان على غاية الجهل في خطابه! قلت: يا أمير المؤمنين، أكثر من تقدّم منهم بهذه الصفة، ولقد أنشدت فيهم:
إنّ المعلّم لا يزال مضعّفا ... ولو اعتلى فوق السّما بلواء
من علّم الصّبيان أصبوا عقله ... حتّى بني الخلفاء والأمراء
فأعجبه ذلك وأمر لي بألف دينار. أخرجه في الأغاني من طريق الصولي.
كأنّ قتودي فوق جائب مطرد ... من الحقب لاحته الجداد العواذر
طوى ظمئها في جمرة القيظ بعد ما ... جرت في عنان الشّعرتين الأماغر
(١) ديوانه ٩٨، وانظر حاشية الامير ٢/ ١١٩.
(٢) كذا بالاصل، وفي المغني: (يضاحي غداة أمره وهو ضامز) ويلاحظ قافية البيت برواية ابن هشام الزاي فيما يورد السيوطي أبيات من القصيدة على قافية الراء المهملة.