للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال رؤبة يجيبه:

إنّك لم تنصف أبا الجحّاف ... وكان يرضى منك بالإنصاف

ظلمتني غيّك ذو الإسراف ... يا ليت حظّي من نداك الصّافي

والفضل أن تتركني كفاف

أبو الجحاف: بجيم ثم حاء مهملة وفاء، كنية رؤبة. وروى صاحب كتاب (مناقب الشبّان وتقديمهم على ذوي الأسنان) من طريق محمد بن سلام، عن أبي يحيى الضبي قال: كان رؤبة يرعى إبل أبيه حتى بلغ وهو لا يقرض الشعر، فتزوّج أبوه امرأة يقال لها عقرب، فعادت رؤبة، وكانت تقسم إبله على أولادها الصغار، فقال رؤبة: ما هم بأحق مني لها!، إني لأقاتل عنها السنين، وأنتجع بها الغيث. فقالت عقرب للعجّاج: اسمع هذا وأنت حي! فكيف بنا بعدك؟ فخرج فزبره وصاح به وقال له اتبع إبلك، (ثم قال) (١).

لطالما أجرى أبو الجحّاف ... وكان يرضى منك بالإنصاف

لمّا رآني أرعشت أطرافي ... استعجل الدّهر وفيه كاف

يخترف الإلف عن الألّاف (٢)

في أبيات، فأنشد رؤبة يجيبه:

إنّك لم تنصف أبا الجحّاف ... وهو عليك دائم التّعطاف

وكان يرضى منك بالإنصاف

قال صاحب مناقب الشبان: قوله:


(١) مزيدة.
(٢) كذا بالاصل، وفي الخزانة: (يخترم الالف ..).

<<  <  ج: ص:  >  >>