قدم سيبويه- رحمه الله- على البرامكة، فعزم يحيى على الجمع بينه وبين الكسائي، فجعل لذلك يوما؛ فلما حضر- يعني سيبويه-[١٠٧/آ] تقدمت أنا والأحمر. فدخلنا فإذا بمثال في صدر المجلس، فقعد عليه يحيى، ومعه إلى جانب المثال الفضل وجعفر ومن حضر بحضورهم.
فأقبل الأحمر على سيبويه فسأله عن مسألة فأجاب فيها سيبويه، فقال له الأحمر: أخطأت. ثم سأله مسألة ثانية فأجابه فيها، فقال له: أخطأت. فقال سيبويه: هذا سوء أدب.
قال الفراء: فأقبلت عليه فقلت له: إن في هذا الرجل حدة وعجلة؛ ولكن ما تقول فيمن قال: هؤلاء (أبون) ومررت بـ (أبين)، كيف تقول على مثال ذلك من (أويت) و (أويت)؟ فقدر فأخطأ. فقلت: أعد النظر، فقدر فأخطأ. فقلت: أعد النظر ثلاث مرات يجيب ولا يصيب. فلما كثر ذلك قال: لست أكلمكما أو يحضر صاحبكما حتى أناظره.
فحضر الكسائي، فأقبل على سيبويه فقال: أتسألني أم أسألك؟ فقال: لا. بل سلني أنت. فأقبل عليه الكسائي فقال: