وأقبل الكسائي على يحيى، فقال: أصلح الله الوزير!! إنه قد وفد عليك من بلده مؤملا، فإن رأيت أن لا ترده خائبا!! فأمر له بعشرة آلاف درهم، فخرج وصير وجهه إلى فارس، فأقام هناك ولم يعد إلى البصرة.
قال أبو العباس ثعلب: إنما أدخل العماد في قوله: فإذا هو إياها؛ لأن (إذا) مفاجأة، أي: فوجدته ورأيته؛ و (رأيت) ينصب شيئين ويكون معه خبر؛ فلذلك نصبت العقرب. قال الزجاجي [١٠٨/آ]: وهذا آخر الخبر.
قال لي شيخنا أبو اليمن- رحمه الله-: إن سيبويه إنما قال ذلك؛ لأن المعاني لا تنصب المفاعيل الصريحة. وقال أيضا: إنه لما دخل من دخل من العرب وقالوا: القول ما قال الكسائي، إن سيبويه قال: مرهم فلينطقوا بذلك؛ فإنهم لا تجري ألسنتهم به.