فهذا مذهب الكسائي والفراء في هاتين المسألتين، وهو نوع من التصريف فيه غموض وإشكال، وقياسه صحيح ولكنه ليس من كلام العرب، وإنما هي أوضاع وضعوها وعلى أن قولهم: أخوك وأبوك وما أشبههما معرب من مكانين يعنون أن الضمة والواو إعرابان؛ لأن الرفع في الكلام بالضمة وبالواو. وليس يقول البصريون: إن هذه الأسماء معربة من مكانين، وإنما هي أشياء خرجت عن القياس فسبيلها أن تحكى، ولا يقاس عليها؛ لأن الشاذ لا يجعل أصلا يقاس عليه.
وللبصريين في هذه الأسماء أقوال:
كان المازني يقول: ضمة الباء إعراب، والواو إشباع يؤكد الإعراب. وإذا [١١١/آ] قلت: (أباك) فالفتحة إعراب والألف إشباع. وكذلك (أبيك): الكسرة إعراب والياء إشباع، قال: ونظيره في الأفعال: هو (يضربو) فالباء حرف الإعراب، والضمة