فيه. وجوابها على قول من قال: مررت برجل حسن وجه؛ لأنه قد علم أنه لا يريد من الوجوه إلا وجهه، فصار المعني: مررت برجل حسن وجهه، ثم حذفت الهاء وأضفت. على هذا تقول: مررت برجل أسهل خد غلام أشد سواد طرة، على أن المعنى أنه يراد غلامه وطرته.
قال: هذا لحن، من طريق أنك لو أظهرت هذه الهاء التي أضمرتها لكان الكلام بها محالا. وذلك أنهم قالوا: لا يجوز: مررت برجل أحسن وجه أبيه؛ لأنك لا تضيفه إلى نفسه.
وبقي جواب هذه المسألة لا يؤت بشيء منه، وكل ما أتي من الكلام فليس مما يتكلم به على هذه المسألة، وهي جائزة على وجه جيد لا زيادة ولا إضمار ولا نقص، من كتاب الله عز وجل؛ وإعراب هذه المسألة: مررت برجل أسهل خد غلام أشد سواد طرة، كما قال الله عز وجل:{الأعراب أشد كفرا ونفاقا} يريد: (أشد الناس كفرا)، وكذلك لو قال قائل: أشد الناس كفر قلوب لكان على هذا جائزا.
وأما إضمار الهاء فإنه محال، على ما بينا من إضافة الشيء إلى نفسه.